U3F1ZWV6ZTI3ODQwNTU1OTU5NjQ3X0ZyZWUxNzU2NDIzMDA5NjEyNg==

وجاء العريس ..قصة قصيرة

 


قصة  قصيرة "وجاء العريس" من كتابي هي الحياة منشور علي امازون

تحميل

وجاء العريس

لم تشعر لولوه بما حولها لفترة احستها دهراً , بعد ان زفت لها  امها  خبر العريس الجديد, تكاد تطير من الفرحة وهي تخبرها خبر خطبتها فهمت من السياق المتسارع للكلام , ان موافقتها والعدم سواء , من الواضح ان الخبر جاء بصيغة "خلصنا مع الرجل" تلعثمت وتزاحمت الكلمات في فمها , اتفرح وتملأ الدنيا فرح ؟  ام تحزن ؟ اتفرح لأن العريس المنتظر جاء وهى الكبرى على سبع بنات , كانت تشعر بما يشعر به والديها من "هم البنات" وتخشى العنوسة. ذاك الكابوس الذي تخشاه كل بنت , من الواضح ان امها فرحت وانتقلت لمراحل متقدمة من تجهيزات "العرس المنتظر". جاء والدها والفرحة على محياه وبدأ بسرد محاسن العريس ونوعية "اهله" وترتيبهم بين العوائل و لأي الاشجار "تنتمى" تلك العائلة, وظلت تسمع وتحاول ان لا تبدى أي ملامح على وجهها قد تبين مدى صدمتها , جل تفكيرها ذهب بعيدا عن محور الموضوع وتسلط على رؤيتها لنفسها كأنسانه لها كيان و راى.. الدين قبل غيره حرص على ان تتم مشاورتها واخذ موافقتها , الهذه الدرجة هي "هم" يجب ان "ينزاح" ليخف ميزان "هم البنات" الذي يحمله اباها على عاتقه منذ زمن  ؟! استمرت في تفكيرها غاضبة ..غضب داخلى لم تجرؤء على ان تخرجه كانت كالابريق يغلى لا يشعر بغليانه احد, نار تحرقه وماءه يتبخر في الهواء ,  احست لوهلة ان الابريق افضل منها على الاقل اخرج غضبه من النار بلفظ ما في جوفه تفكر وتلتقط بعض مما يقوله والدها وما تقاطعه به والدتها وصلوا لمرحلة صالة الفرح !!  وكم ذبيحة سوف تقدم للمعازيم ؟ ومن سوف تتم دعوته ؟ اتكون حفلا كبيرا ام تقتصر على العائلة ؟  جدال يتفرع منه عده اسئلة كلها شكلية لكنها قدمت على الامر المهم ,  وهو موافقتها على "العريس" تذكرت ان هذه الاهمية والدرجة العليا لهذه "الموافقة" عندها هي.

 اما امها وابيها فلقد حسما الامر تماما بطريقة "انتهينا" .  في غمره ضياعها في افكارها سألتها امها سؤالا شكلياً بقولها : من ستدعين لحفل زواجك يا "لولوة" من صديقاتك ؟ كانت ستنطق لتقول لا يجب ان اوافق اولاً ,  الا يجب ان اراه واعرفه اكثر اسئلة كثيرة تدور في مخيلتها عمن يفترض ان يكون زوجاً لها حتى هذا السؤال الشكلي امها لم تنتظر اجابتها فيه وبدأت هي بالاجابة عمن يصح دعوتها فلانه تستاهل بنت اصل واهلها (اجاويد) وفلانه عينها حارة لا تقولين لها شي وفلانه لم تدعنا نحضر فرح اخيها واستمرت حتى عددت كل من سيتم دعوته للفرح الموعود وما ان انتهت امها حتى بدأ ابيها بوضع خارطة الطريق موعد عقد القران وموعد الفرح ومتى سيتم شراء احتياجات العرس انتهت الجلسة وما استطاعت ان تقول ( لا ) قررت ان تكون الاضحية وان تساهم في رحلة "الخلاص" بدون ان تخلق مشاكل فرفضها اليوم يعنى جحيم غدا ومن يبتسم لها اليوم ويدلعها سيصب جام غضبه عليها غدا وستنال لقب العانس بكل جدارة فمع مضى الوقت وخصوصا ان اختها الاقرب لها عمرا هي الان عروسه تنتظر الخطاب , فلا مجال للرفض فالشعار المرفوع في البيت " ما صدقنا على الله يطق بابنا عريس" كل الحسابات تموت وكل الاحلام تختفي ضحكت بحسرة وهي تتذكر احلامها بأن تكون دكتورة تارة ومدرسة تارة واحيانا تقفز بعيدا بطموحها لأبعد من هذا .. هل سيسمح "العريس" بأن تكمل تعليمها ؟ هل سيجرؤ والدها على ان يضع التعليم شرطا ؟ هل سيسمح لها بالعمل بعد الجامعه؟ اسئلة كثيره كل اجاباتها عند "العريس" وما عليها الا انتظار وهي وحظها .فقط كل ما عليها هو ان تنتظر و تتقبل وهي وحظها فالقرار الاساسي موافقتها "اغتصب" لذا كل ما بعده لا اهمية له قررت الاستسلام وتسليم نفسها "بلا قيد ولا شرط" من اجل ان تفرح من تحب .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة