U3F1ZWV6ZTI3ODQwNTU1OTU5NjQ3X0ZyZWUxNzU2NDIzMDA5NjEyNg==

مصرية .. اسمها "نفيسه "

 


قصة قصيرة بعنوان "اسمها ..نفيسة " 

من كتابي هي و الحياة المعروض في موقع امازون تجده هنا


نفيسه

كان من المستحيل على نفيسه بنت الخامسة عشر ان تتخيل ان ينتقل مصيرها من احدى قرى مصر الفقيرة الى احدى بلاد النفط شبت وهي تقطف القطن وتفرح مع اهلها في المواسم وتتألم في ايام العوز والمصائب كان ابوها شيخا كبيرا وكانت هي "البكرية " ومن بعدها قرر ابيها انه يريد "ولداُ" يحمل اسمه فتوالت البنات الواحدة تلو الاخرى حتى صاروا عشرة .

وهنت امها ورحلت من الدنيا مع آخر "بنت" اجمل ما في ابيها انه لم يعرف للقنوط بابا ويعرف ان للرزق عدة ابواب فقط يردد جملتة المشهورة "سيبها على الله" لم يكن ابيها يملك من حطام الدنيا الا البيت المتواضع وربع فدان هو مصدر الغذاء وان قل , الخطاب كثر وراغبي الزواج كل يوم على الباب الا عندما يعلموا ان البنت ب "شنطة هدومها" يذهبوا فلا مال اضافي ل "جهاز العروسه" ففي البيت عشره بنات بحاجة الى ثروة . 

وهي ايام حتى جاء احد الاقارب ينصح ابونفيسه بتزويجها ل "عربي" يبحث عن "عروسه" !! نفيسه عندما سمعت بالخبر لا تعرف هل تفرح ؟ام تحزن؟ فأخيرا رزقها الله بزوج لا يشترط المشاركة في التجهيز وسيأخذها بشعار والدها "شنطة هدومها" وهي اصلا لا تملك شنطة خاصة ولا هدوم تستحق ان يشترى لها شنطة .

 قريبها اخذ يذكر ما سيقدمه العريس من مال ,الرقم الذي ذكره كفيل بأن يزوج اثنتين من اخواتها ان لم يكن ثلاثة ..ابيها سألها عن رأيها وكأنه يترجاها ان توافق فالحمل ثقيل والعمر قصير ومن سيبقى ليربي من ستبقى من اخواتها , وافقت وبل ذهبت ابعد من ذلك فرحت وهي تسمع كم الاخبار عن العريس الثري وعن "العيشة" الموعوده وانتظرت بلهفة لليوم الموعود.

 وجاء العريس وكانت الصدمة عندما رأته احتارت من هو اكبر سناً ؟ اباها ام عريسها؟  بل رجحت كفة اباها وصحته, اكثر ما صدمها هو ابيها لم يستنكر سن العريس واكمل الترحيب للرجل وهي تحتار هل تقول له "ياعم" ام تناديه بأسمه؟ كل الظروف ضدها ابيها وفقره وقلة حيلته تعليمها الذي لم تكمله ليسترها اخواتها وسوء "البخت" وعزوف العرسان بسبب قلة المادة , عالم مجهول سترسل اليه مجبرة وليست مخيره .

العريس كان جاهز وامواله جاهزة دفع "العربون" وباقي المبلغ المتفق اثناء عقد القران واكمالا لمسلسل "المكاسب " قرر والدها ان لا يكون هناك فرحا او وليمة بل ستكون ليلة ملمومه وخير فعل , فما حصل هو عملية بيع تم دفع التكاليف وجاري شحن البضاعه للمشترى ليلة تمنت كثيرا ان تنتهى بسرعة وتغادر .

وقد كان في الليلة الموعودة التم الشمل وركبت السيارة بجوار عريسها وهي ايام لا تستطيع ولا تجرؤ على ان تسميها "عسلا" قضتها على سواحل مصر وبعدها رحلت معه الى بلده "النفطي" لتكتشف ان عريسها لا علاقة له بالنفط ولا بأي من مشتقاته.

 وان ما صرفه في بلدها هي ثروته من "معاشه" الذي يصرفه بالكاد على نفسه وعليها , خرجت من فقر الى فقر كالمستجير من الرمضاء بالنار قضت ايامها معه ممرضة له لا زوجة فلم ترى القصور الفارهة ولا البيوت العامرة بالخيرات  ولا الابناء الذين قد يكون فيهم العوض افضل ما في زوجها ان الله بارك في ماله مهرها الذي استلمه منه ابوها وزوج اخواتها الواحده تلو الاخرى وكان حظهن اوفر منها والفضل لله ثم لها ولتضحيتها ولعل هذا ما كان يواسيها ويخفف من مصابها رضت ان تضحي لتسعد والدها ولتنقذ اخواتها .


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة