U3F1ZWV6ZTI3ODQwNTU1OTU5NjQ3X0ZyZWUxNzU2NDIzMDA5NjEyNg==

تناقضات أردوغان: بين العلمانية والاستخدام السياسي للشعارات الإسلامية في محاولة لإغراء السذج

 تناقضات أردوغان: بين العلمانية والاستخدام السياسي للشعارات الإسلامية في محاولة لإغراء السذج



يعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، شخصية مثيرة للجدل في العديد من المجالات، خاصة فيما يتعلق بالتناقضات الداخلية في سياساته. فمنذ توليه الحكم في تركيا، حرص أردوغان على إيجاد توازن بين العلمانية واستخدام الشعارات الإسلامية في الحياة العامة. ومع ذلك، فإن ذلك المزيج قد أثار العديد من التناقضات.

يبدأ التناقض الأكبر عندما ننظر إلى العلاقة بين العلمانية واستخدام الشعارات الإسلامية في حملته الانتخابية، على سبيل المثال. لقد استخدم أردوغان الإسلام كأداة لجذب المرجعية و الأنصار، وخاصة حين تعرض تركيا لموجة من الفساد الحكومي، حيث استخدم شعارات دينية لإعطاء الناس الشعور بالأمان والاستقرار. لكن هولاء الناس عموما يعانون من تحيزات وتصورات خاطئه تجاه الدين وعرفانيه. وينطبق هذا الكلام بشكل خاص على شريحة كبيرة من السكان الريفيين الترك في المناطق المحافظه الحيث القيم التقليدية لديهم مرتفعه جديداً. وهنا يكمن التناقض الأساسي الذي يحيط بأردوغان وسياساته، حيث يستخدم الإسلام كأداة لكسب الدعم، بينما يحاول الاحتفاظ بالعلمانية في الحياة العامة.




وبالمثل، فإن تناقضات أخرى تنشأ في سياساته فيما يتعلق بالحقوق النسوية والحريات الشخصية. حيث اتخذت تركيا خطوات مهمة في الآونة الأخيرة، مثل تشديد العقوبات على المعتدين الجنسيين وتعويض النساء الذين تعرضوا للعنف الجنسي، وفض الجناح النسائي بالقصر الرئاسي. ومع ذلك، فإن أردوغان مستمر في استخدام التشدد الديني لكسب الدعم، مما يترجم بصورة خاطئة على العرفانيات التي تزداد شدتها في الأونة الأخيره.




منذ تولي أردوغان الحكم في تركيا عام 2003، استخدم الدين باعتباره وسيلة لجذب الناخبين وتحقيق أهدافه السياسية، وهو ما أدى إلى مزيد من الانقسامات في المجتمع التركي بين مؤيدين ومعارضين. ومنذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، اتخذ أردوغان موقفاً صريحاً إلى جانب الثوار المسلحين في سوريا، واستخدم الشعارات الإسلامية للدفاع عن هذا الموقف. بطريقة مفتعلة لتحقيق أهدافه السياسية الخاصة. وعلى الرغم من أن أردوغان يلقي دائماً الضوء على قيم الإسلام الحقيقية والاحترام للأقدسيات الإسلامية، إلا أنه يستخدم الشعارات وأخيرا، لا يمكن أن نتجاهل التناقض الذي ينشأ في سياساته المتعلقة بقضية اللاجئين. منذ أن بدأت الأزمة السورية، استقبلت تركيا عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، وهذا في حد ذاته عمل إنساني بارع. ومع ذلك، فإن كراهية أردوغان للأكراد تترجم بطريقة منخفضة الإحترام على المهاجرين السوريين الذين هم غالبيتهم من أصول كردية. على الرغم من أن استخدام الشعارات الإسلامية في الحملات الانتخابية ليست بالأمر الجديد على الساحة السياسية العالمية، فإن التناقضات الداخلية في موقف أردوغان بين العلمانية والإسلام تثير القلق لدى الكثيرين. وعلى الرغم من أن هذه التناقضات لم تنته بعد، إلا أن القوة السياسية لأردوغان و حزبه يوحي بأنهم سوف يبقىون على رأس الحكم في المستقبل القريب.


اقرا ايضا
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة