U3F1ZWV6ZTI3ODQwNTU1OTU5NjQ3X0ZyZWUxNzU2NDIzMDA5NjEyNg==

حصار الدرعية 1818م: القصة التي غيرت مسار تاريخ الجزيرة العربية

في عام 1818، شهدت شبه الجزيرة العربية حدثًا تاريخيًا غيّر مسار تاريخ المنطقة بشكل جذري. إنه حصار الدرعية، عاصمة الدولة السعودية الأولى، والذي قاده إبراهيم باشا، ابن والي مصر محمد علي باشا، بتكليف من الدولة العثمانية. كانت الدرعية رمزًا للصمود والتحدي، حيث امتدت حدود الدولة السعودية الأولى في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز لتصل إلى العراق والشام، مشمولةً كل مناطق الجزيرة العربية تقريبًا باستثناء الكويت وحضرموت.

بداية التوترات وتخطيط الحملة

مع تزايد نفوذ الدولة السعودية الأولى وتوسعها السريع، بدأ التوتر بين الدولة العثمانية والقوة الصاعدة في الجزيرة العربية يتزايد. رأت الدولة العثمانية في هذا التوسع تهديدًا مباشرًا لنفوذها في المنطقة، وقررت التحرك لاحتواء هذا الخطر. محمد علي باشا، والي مصر، كان الرجل المناسب لهذه المهمة. أرسل ابنه إبراهيم باشا على رأس جيش قوي مجهز بأحدث الأسلحة الأوروبية، بهدف إخضاع الدرعية وإعادة السيطرة العثمانية على شبه الجزيرة العربية.

حصار الدرعية والمعارك الشرسة

بدأ حصار الدرعية في مارس 1818، حيث فرض إبراهيم باشا حصارًا محكمًا على المدينة. كانت الدرعية محصنة بأسوار عالية وجدران طينية سميكة، بنيت لتحمل هجمات الغزاة وتحديات الزمن. على الرغم من الدفاعات القوية والمقاومة الشرسة التي أبداها سكان الدرعية، كانت قوة الجيش العثماني ساحقة، مدعومة بالأسلحة الحديثة والخبرات العسكرية الأوروبية.

استمرت المعارك لأشهر، حيث تصدى المحاربون السعوديون للقوات العثمانية بكل ما أوتوا من قوة. كانت البيوت الطينية التقليدية مدمرة، وأشجار النخيل مقطوعة، والدخان يتصاعد من كل مكان، مما أعطى المدينة مشهدًا أشبه بالدمار الذي يخلفه إعصار مدمر.

نهاية الدولة السعودية الأولى

في سبتمبر 1818، وبعد معركة طويلة ومريرة، سقطت الدرعية في يد القوات العثمانية. تم تدمير المدينة بالكامل تقريبًا، وأُسر العديد من قادتها ورجالها. كانت هذه النهاية الدرامية للدولة السعودية الأولى، ولكنها لم تكن نهاية النضال من أجل الاستقلال والسيادة في شبه الجزيرة العربية.

إرث الدرعية وتاريخها

رغم الدمار الذي حل بالدرعية، إلا أن إرثها لم يندثر. اليوم، تُعتبر الدرعية رمزًا للصمود والعزة في تاريخ المملكة العربية السعودية، وتمثل جزءًا من التراث الثقافي والحضاري للبلاد. لا تزال آثارها قائمة، شاهدة على تاريخ طويل من التحدي والمقاومة.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة